الأربعاء، 26 يوليو 2023

أوبنهايمر , السينما والمعضلة الأخلاقية - Oppenheimer film Interpretation



أوبنهايمر , السينما والمعضلة الأخلاقية..

بقلم: هيثم سليمان

مدونة #سكريبت_كت السينمائية

 @haitham.sulaiman

========================================

" يتحول الفن إلى أداة سياسية عندما يقبح أو يجمل الواقع ".هذه هي العبارة التي دارت بخلدي طوال ذلك الحيز من الزمن –الزمن الذي هو ملعب نولان في منظومة أعماله على مدى عقدين من الزمن- وأنا اشاهد الفيلم الأخير للمخرج كريستوفر نولان " أوبنهايمر". حوالي الثلاث ساعات من الدراما المشحونة التي تفضي سببا تلو الأخر كعذر لجريمة لا مسوغ لها سوى جنون العظمة وتغذية شعور الإنتقام وأخيرا عقدة النقص التي لطالما شعر بها أبناء العم سام في كل محفل يجب أن يسجل التاريخ فيه كلمة للمنتصر أو ضربة موجعة  للخاسر.في حقيقة الأمر, وأنت تشاهد الفيلم يتولد لديك ذلك المزيج المزعج من المشاعر بين التقزز من فداحة الجرم والإنبهار بما يقدمه الفن ليخدم رجال الساسة. ولك أنت تصدق الكوميديا التي تقول " هل يمكن لأمريكا مثلا أن توافق بل وتروج لفيلم ينتقص منها ويشير إليها بأصابع الإتهام في جريكو دولية كتفجير اليابان ؟" طبعا لا, ولو كان كذلك لما كنا نشاهد حاليا الهجوم الإعلامي الساحق المتلاحق على فيلم " صوت الحرية" للمخرج اليخاندرو مونتفيردي  والذي يعرض حاليا في صالات السينما ويحظى بإقبال منطقع النظير ومنصات للجدال والتراشق في المجتمع الأمريكي نفسه.

صديقي القاريء, أنت بلا شك أنضج من أن تنطلي عليك مثل هذه الدعابة الأخيرة. فعبر تاريخ هوليوود الملطخ بالذرائع لجرائم العظمة الغربية – ولست بمحل مجادلة عقدة الخواجة حين ذكر الغرب هنا – لايمكن أن تأتي الأخيرة بفيلم ينتقص أو يهين من الشعب الأول في العالم والدولة الاقوى في العالم, وإنما مجمل الدعاية يتمثل في دس السم بالعسل في لعبة لن تجد هوليوود كالفن السينمائي وعاء حاضنا يدغدغ المشاعر قبل أن يستفز العقول بها. هل يمكن أن نتجاهل البطولات الأمريكية الخارقة في الشعوب التي شنت أو أشعلت فيها أمريكا حروبا ؟ قطعا لا, فالأمريكي هو الساموري في اليابان,  ولورانس العرب والإنساني في المسكيك والوطني في أمريكا الهنود الحمر.إذن ماهي اللعبة يا ترى ؟ أين قارورة السم واين طبق العسل ؟أجملها بإختصار في أن بلاد العم سام تريدك أنت أيها المشاهد الغبي المسلوب الإرادة والمنغمس في ليبرالية الإستهلاك والتفسخ أن تعطيها العذر فيلما فعلت اثناء الحرب العالمية الثانية من إبتكار سلاح الموت " القنبلة الذرية" وتفجير هيروشيما وناغازكي. ولكي يبدو هذا السم قابلا للإبتلاع, كان من الواجب إبراز المجرم وتقديمه بثوب الضيحة, روبرت أونهايمر, العالم الأمريكي ذو الأصول اليهودية مدمر الأجيال يظهر لنا في فيلم يتناول وقائع قيادته كالنعجة المستسلمة عبر فخ الحكومة وأجهزتها الأمنية لتتم التضحية به ويصبح " الشهيد " – وهي عبارة تكررت زهاء الخمس مرات في الفيلم – بقدرة قادر, أولم يكن الفيلم برمته مركزا على عمليات استدراج الشيهد الضحية إلى استجوابات وتحقيقات الحكومة ؟ منذ بداية الفيلم وحتى نهايته والمشاهد يذهب في جولة بين أروقة المكاتب واصحاب ربطات العنق لكي يسهل عليه أن يكتشف أن شهيدنا الضيحة تم استدراجه إلى خانة الخيانة.هل تستوعب الأن عزيزي القاريء القوة الناعمة لألة الفن ؟ تلك القوة التي تجعل من مجرم مع سبق الإصرار والترصد شهيدا يعاني من نوبات تأنيب الضمير بين الفينة والفينة.

وهنا يأتي الحديث عن جدلية أتاح هذا الفيلم وضعها مباشرة أمام مرصد العالم وكافة شرائح المجتمع , هل الفن يخلق من أجل الفن أم هو الفن ذو الرسالة . فإذا كان من أجل الرسالة , فما هي حدود الرسالة التي تتداخل مع مايسمى بالمعضلة الأخلاقية للإنسان ؟ هل هي رسالة واعية نبيلة أم هي رسالة تشويش وتهميش وتوجيه ؟ هل نسمح للفن بأن يوجه عقلنا الاواعي نحو محددات رغم أنها تتعارض مع الحقائق وبأوضح طريقة ممكنة ! فعلى ما يبدو أن السينما هنا وعبر هذا النموذج الصارخ "أوبنهايمر" لم تكن سوى شقراء حسناء لعوب دغدغت شهوة سكير وأوقعته فريسة لها على فراشها المعطر . السينما عندما تطرق باب المعضلة الإخلاقية وتجعلها مجرد أضحوكة لا قيمة لها مقابل أن تتوافق مع أجندة سياسية أو أيدولوجية معينة تغلف فيها الحقيقة بالتعاطف والشفقة ومحاولة إيجاد العذر لأعتى مجرم شهدته البشرية.

صديقي المشاهد , دعك الأن من كومة العواطف والخزعبلات الحكواتية التي تم ضخ الفيلم بها وأنت تشاهده من بدايته وحتى نهايته ودعنا نلتفت إلى الحقائق التي لا ينبغي أن تجعلها تفلت من عقلك الواعي. دعك من متاهات الجدلية بين العلم والأخلاقيات والتي كان الفيلم والمشتغلين فيه ومن وراءهم هوليوود يحاولون إقناعك بأن تفكير العالم مجرد بحت لا يهتم بالسياسية والدمار وكأ،ه ليس إنسانا يعي ويشعر.دعك من كل هذا واسمعني جيدا.

اينشتاين هو أحد المجرمين الذي ساهموا في نشوء القنبلة الذرية عن طريق تحريض الرئيس الأمريكي روزفلت وبيادقه على بدء سباق التسلح الذري, لكنه –أي اينشتاين- كان ذكيا بدرجة كافية للإبتعاد عن المستنقع الموحل الذي ستطلخ يديه في بالعار والدم لاحقا. أوبنهايمر كان وسيظل مجرم حرب ساهم في دمار مئات الألاف من سكان العالم مع إحتمالية كبيرة أن يدمر أخرين في مستقبل الأرض. أوبنهايمر كان يهويديا مدفوعا  بحقده على النازية الألمانية ورغبته في الإنتقام منها جراء ماحدث لشعبه بالتالي لم يكن كما صوره الفيلم عالما متجردا يريد فقط أن يمنع ألمانيا من الوصول إلى سلاح الموت قبل أمريكا – وما يثير الضحك هنا حد القيء هو تكرار شخوص الفيلم واقعا وقصة أن أمريكا سعت إلى إمتلاك القنبلة الذرية فقط لكي تمنع المانيا من صنع واحدة واستخدامها, ثم وأخيرا صنعت أمريكا القنبلة وهي من استخدمتها مرتين , لك أن تتخيل وتضحك – بل كان  رسول الموت وقائد سفينة الهلاك بكامل إرادته, مهما أوصلت لك وسائل الإعلام عكس ذلك.وأخيرا , لا شيء يبرر لأمريكا العظيمة تصنيع واستخدام القنبلة الذرية ضد اليابان , ولم تكن كذبة الحملان التي صرح بها الأمريكان بشأن أن إستخدام القنبلة الذرية ضد اليابان هو ارحم وسيلة لإنهاء الحرب وانقاذ الملايين من اليابانيين.

أما عن الفيلم كإشتغال فني, فأني أرفع القبعة لكريستوفر نولان الذي استطاع بمهارة المخرج المتمكن من أدواته في التحكم بالصوت والصورة في الأوقات التي يريدها  بحيث يجعل المشاهد على كرسيه مترقبا لما سيأتي بعد هذا المشهد وذاك في وقت نلاحظ جميعا أن الفيلم يحدث دراما عادية كرسم خطوط وسير أحداث, لكنها قدرات المخرج التي تجعل من العادي شيء استثنائيا ورائعا. شاهدنا الفيلم بمنظور الشخصية الواحدة – وهكذا تمت كتابة السيناريو, منظور الشخص الواحد – حيث أن جميع مشاهد الفيلم التي لاتحتوي استرجاع ( فلاش باك) كانت كلها بوجود أوبنهايمر , مما يؤكد تكنيك المخرج في التركيز على محور الشخصية الواحدة وباقي الشخصيات تدور في فلكها. كان السيناريو مكتوبا ببراعة منقطعة النظير مازجت بين استرجاع ماحدث سابقا ومايحدث الأن في خين زمنين مختلفين ولكن بإيقاع إتسم بعرض الحدث والغوص في اثارة تأويلاته. ما أزعجني في السيناريو هو كثرة الشخصيات التي أخذت تتدفق هنا وهناك في الفيلم منذ بدايته وحتى قبيل نهايته, ولكن حينما تعرف صديقي القاريء أن السيناريو مقتبس عن كتاب " برومثيوس أمريكا " – ولك ان تبحث عنه وعن  بروميثيوس لست هنا في حصة تثقيفية- عندها فقط تجد مبرا لكثرة زج الشخصيات كونها متصلة بأحداث لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بإستجواب الأخ أوبنهايمر.

 الزج بمخرجين صف أول من هوليوود كان لعبة لم أجد لها مسوغا سوى تقوية العملية التسويقية للفيلم واتحدث هنا عن " غاري أولدمان", " كيسي أفليك" , رامي مالك" وغيرهم. أما بالنسبة لأداء الأدوار الرئيسية بالفيلم فكانت رائعا يستحق الثناء لاسيما " روبرت داوني جونيور, و " كيليان ميرفي" مع مبالغة في التمثيل أحيانا من  الممثل " مات ديمون ".لا اسبتعد عن يتم ترشيح الفيلم لأوسكار افضل فيلم وأفضل اخراج وأفضل ممثل بدور رئيسي. ودعك صديقي المشاهد من مقلب ضرورة مشاهدة الفيلم في صالة اي ماكس, فواقع الفيلم كان أغلبه مشاهد داخلية ولم يكن هنالك حاجة أو داعي لأن يتم تصويره بهذه التقنية من الاساس طالما أن الشعور والصورة قادران على الوصول للمشاهد في صالات عادية التقنية, وهذا ما حدث معي.

محبتي

 


الأربعاء، 12 أبريل 2023

عبد الرزاق الربيعي وقراءة إنطباعية عن الفيلم الروائي القصير " ديانة الماء"

 





قراءة إنطباعية 

التاريخ: 10\4\2023 – مسقط

الفيلم الروائي القصير : ديانة الماء

المخرج والكاتب : هيثم سليمان

مدة العرض : 28:38 دقيقة

النوع: خيال – دراما – رعب

مقدم الورقة : الأستاذ عبد الزراق الربيعي  

===============================

شكرا جزيلا للجمعية العمانية للسينما وكذلك لمكتبة مجاز على هذه الإستضافة, والشكر موصول لفريق عمل فيلم ديانة الماء والذي قدم لنا هذا العرض الممتع وعلى رأسه الكاتب السيناريست والمخرج هيثم سليمان.كما أوجه شكري لكل الذي حضروا معنا لهذه الجلسة.نحن إستمتعنا بمشاهدة الفيلم والأن نحاول أن نقدم قراءة ونتحاور مع الفيلم في الرسائل التي يحاول الفيلم أن يوصلها.

في البداية سأتحدث عن حضور البحر في السينما الخليجية. فالبحر يظل حضنا دافئا يحب السينمائيون الخليجيون الإرتماء عليه. كما سنتوقف في عنوان الفيلم الذي يحيلنا مباشرة إلى مفهوم المياه المقدسة. وفي معرض حديثي سوف أتحدث عن مكونات الفيلم والقصة من زمان ومكان وشخصيات وأحداث .ثم سأنتقل بعدها إلى سياقات الصورة من حيث المعنى والشكل الذي يمثل وسيلة إتصال بين المُرسل والمتلقي. وأنهي حديثي بالتطرق إلى عناصر الفيلم الأخرى كالإخراج والأداء مع الوقوف على بعض المشاهد المميزة بالفيلم.

بالنسبة لعلاقة البحر بالإنسان الخليجي يظل البحر بمثابة الحضن الدافيئ للمخرجين الخليجين, ربما لجماليات الصورة فهنالك يجد المخرج موقعا جاهزا ومتاحا يغترف منه ما يشاء ويؤثث المشهد الصوري بجماليات بوجود الصوت لاسيما الصوت الذي سمعناه اليوم بالفيلم وهو صوت البحر الذي إحتل مساحة كبيرة من مجمل الأصوات بالفيلم.كما يعتبر البحر كنزا غنيا بالحكايات والأساطير كعروس البحر وتنين البحر وأغاني البحر فهي كلها تزيد من رفعة العمل السينمائي وتدفعه إلى الأمام.أول تجربة للسينما الخليجية مع البحر هي فيلم " بس يا بحر " للمخرج خالد الصديق الذي أنتج عام 1972 م. حيث يتحدث ذلك الفيلم عن الشاب الذي يتوق لركوب البحر لصيد اللؤلؤ لكن والده المعاق يمنعه من تحقيق حلمه المتمثل بصيد بالزواج من حبيبته عن طريق ركوب البحر وصيد اللؤلؤ. وفي فيلم " ديانة الماء" نلاحظ مباشرة كتشابه , عيسى وهو يتوق إلى ركوب البحر للبحث عن أبيه.فهنالك مقاربات قد تحدث حينما يكون اصل المادة " البحر" هو الوجه المشترك بين الأعمال السينمائية الخليجية.ايضا هنالك فيلم خليجي أخر عنوانه " سيدة البحر" للمخرجة شهد أمين وهو إنتاج سعودي. حيث نلاحظ فيه قصة الفتاة التي تعيش في قرية على الساحل تحكمها العادات وفكرة تقديم القربان التي تتشابه مع قصتنا حيث " زهرة" هي القربان في فيلم " ديانة الماء" وهي التي تحاول كسر عادات وتقاليد مجتمعها الساحلي.ويوجد فيلم إماراتي بعنوان " ظل البحر" للمخرج نواف الجناحي يطرح ايضا سلسلة من القضايا الإجتماعية لمجتمع ساحلي معاصر. وأخيرا هنالك الفيلم الُعماني " البوم" إخراج الدكتور خالد الزدجالي .

وبعد هذه المقدمة أو المدخل عن علاقة السينما الخليجية بالبحر, نتطرق الأن إلى فيلم " ديانة الماء". وهو فيلم يتحدث عن الشاب الأعمى (عيسى)  الذي إبتلع البحر والده وتوقه لركوب البحر للبحث عن والده لكنه يواجه عدة تحديات ومصاعب مع إسقاط مباشر من مخرج الفيلم  لثيمة التمسك بالحلم والجرأة وحماسة الشباب عبر لقطتين لبيتين شعريين من ابيات قصيدة (إرادة الحياة) للشاعر التونسي المعروف أبو القاسم الشابي :

ومن لا يحب صعود الجبال

يعش أبد الدهر بين الحفر

وعندما نتحدث عن عنوان الفيلم " ديانة الماء", نحن نعلم أن عنوان الفيلم هو عتبة لدخول العمل الفني فيحيل كاتب ومخرج الفيلم هنا العنوان إلى المياه المقدسة .وهذا المفهوم موجود في الديانات السماوية وغير السماوية. فكما نعلم أن الوضوء والتطهر بالماء يمارس في الديانة الإسلامية والمسيحية  والهندوسية والتي ركز عليها الفيلم مثلما شاهدنا.فكرة نبش القبور وإغراق الجثث في ماء البحر لكي لا تحترق داخل جحيم الأرض ماهي إلا لتطبيق هذا المفهوم.

ونلاحظ عبر سير أحداث القصة بالفيلم أن هنالك إشتباكا بين المفهوم الديني لقدسية الماء في القرية وبين الخرافة السائدة حوله وإن كانت الغلبة في الطرح لجانب الخرافة.ثم تبرز نقطة أخرى بين هذين العنصرين ألا وهي العلم أو الحقيقة العلمية التي نراها هدف لبحث شخصية (سبيت) – التي قام بها الفنان صالح زعل الفارسي- حيث أدهشتنا هذه الشخصية بلغتها العالية وفي مقولة للجاحظ يقول فيها ( أن الكلام يطابق مقتضى الحال) فنرى بقصة الفيلم ما يسوغ تلك اللغة العالية للعجوز سبيت. فهذا العجوز هو رجل غريب وفد إلى القرية  وكان يعمل في مختبر طبي مما يمكن أن يبرر له العلو اللغوي.فالعجوز كان يتحدث عن الوسط الناقل والزجاجة الت يشبها بجسد الإنسان , وهذا في الحقيقة من أجمل المشاهد بالفيلم وأعمقها كما أنه يمثل بؤرة الفيلم الفلسفية. فمحاولة إنقاذ العجوز سبيت الجسد البشري لكي تذهب عنه الشوائب ليبقى العظم وهي اشبه بطريقة الهندوس الذين يحرقون الجسد ويبقون رماد العظام لكي يرمونه في النهر.وكما نعلم أن عند الهندوس لديهم عناصر الطبيعية تتمثل في النار, الرياح, التراب والماء.وإذا ما أفترضنا أن ريحا هبت على نارا فأطفأتها, يتبقى لدينا عنصرا الماء والتراب.وحينما نشاهد الفيلم ونغوص في المنظور المفاهيمي الفلسفي تبرز المقارنة بين الماء والتراب في سؤال أيهما أكثر قدسية. فيمثل الماء مصدر الغياب حيث أختطف والد عيسى وأبتلعه بينما يتمثل التراب في القبور السبعة التي تنبش بالقرية بشكل مجهول معلنة عن إختفاء الأجساد بداخلها.فيكون الماء هنا بحضوره أكثر قدسية من وجهة نظر العجوز سبيت حيث الذي يُتفه التراب و يذكر أن الماء  يشغل حوالي 71% من كوكب الأرض فهو المهيمن وهو المطهر. كما حضر عنصر تسفيه التراب وتصويره بأنه تافه لا قيمة له حينما نرى في أحد مشاهد الفيلم أهالي القرية وهم يدلقون التراب دلالة على عدم حقارته ويخاطبون الكائنات التي تأتي من الماء.

وفي خضم الإسقطات السابقة حول قدسية الماء وتفاهة التراب, يعرج الفيلم ليتطرق إلى علاقة الروح بالجسد وهي قضية جدلية وعالمية كبيرة.ويضج الفيلم بشكل عام بسلسلة من الأسئلة  الوجودية العميقة حيث تتمحور كلها داخل بنية من الصراع بين اليابسة والماء والصراع بين العلم والخرافة.  فالجمارية هي كائنات خرافية تأتي من البحر ويعتقد أهالي القرية الساحلية بأنها غاضبة عليهم وتقوم بنبش قبور موتاهم فيسعون إلى إرضاءها عن طريق تقديم القرابين المستمرة, وكانت زهرة هي أحد الضحايا أو القرابين لهذه الكائنات.

وأتطرق هنا إلى سياقات الصورة من حيث المعنى والشكل . فالمعني يتبين بالفيلم من خلال المضامين الدلالية والإيحائية والرمزية والتي أتت بشكل مكثف. وإستنادا على حقيقة أن أصل السيناريو هو نص قصصي مقتبس عن قصة قصيرة لكن مخرج الفيلم أعاد كتابته بصريا وهذا حق مشروع ووارد ,حيث يقول جان كوكتو " السينما كتابة حديثة حبرها الضوء".حيث حول المخرج الكلمات إلى ضوء وصورة وخرج لنا بهذا الفيلم. تقطيع المشاهد بالفيلم والربط بينها والحديث بالصورة كان ناجحا,  كما أن التأثيث الدرامي كان تاثيثا جيدا. وعندما نأتي إلى ألوان الصورة قدم مخرج الفيلم ألوانا تحمل قيما رمزية معينة نذكر منها على سبيل المثال, اللون الأسود في لباس " الجمارية" في الحلم الذي حلمه عيسى. حيث مثل هذا اللون بطريقتين مادية محسوسة ومعنوية رمزية.حيث مثل  العتمة التي يعيشها عيسى كونه أعمى وكذلك مثل التشتت والخوف الكبير الذي يعتريه بداخله .وهنالك اللون الأحمر الذي يظهر في  لباس الرجال والنساء بمشهد أهالي القرية المؤدين لطقوس مناداة الجمارية حيث تبدو بإعتقادي وكأنها مسيرة إلى حرب وتماشت مع الأزياء المبهرة التي حضرت في ذات المشهد ما أعمى الصورة ابعادا جمالية ومعنوية.

فهنالك الكثير من المشاهد التي لفتت إنتباهي بالفيلم ومنها مشهد الحوار بين عيسى وأمه وتحذيرها له من السؤال عن أبيه المفقود فتقول له " أن الحقيقة تلسع من يتقاصها ويبحث عنه بحثا محموما".

وكخلاصة, أمتعنى فيلم "ديانة الماء" كثيرا فهو يزخر الفيلم بالكثير من العناصر الفينة الجميلة ويقدم عدة إسقاطات عن مواضيع جدلية في صيغة أسئلة وجدانية عميقة , كما شدني الصراع بين العلم والخرافة والذي بنهايته إنتصر العلم والمعرفة على الخرافة والأسطورة في صورة مكثقة واسرة ركز فيها المخرج على شخوصه وعلى الحوار الذي كان مقتضبا فإسطتاع المخرج أن يربط بين جميع هذه العناصر ويقدمها في مدة زمنية. وختاما أهني مخرج الفيلم على هذه الفرجة والتجربة التي تستحق الإشادة والتي بدورها ستتحمل الكثير من النقاشات.




الأربعاء، 28 ديسمبر 2022

(جنيات إنشرين) قراءة متهملة في الزمن والموت The Banshees of Inisherin

 

(جنيات إنشرين)

قراءة متهملة في الزمن والموت

بقلم السيناريست المخرج هيثم سليمان

المدونة الإلكترونية : #سكريبت_كت

Scriptcut.blog.spot

=======================

للوهلة الأولى يبدو أن مارتن ماكدونا مخرج فيلمنا الحالي المتوقع ترشحه وفوزه بعدة جوائز سينمائية دولية لهذا العام, يبدو أنه مايزال يقبع في عباءة متخمة بلذة الفوز من فيلمه الأوسكاري الأخير " ثلاث لوحات خارج أيبين ميزوري" عندما انتزع الفيلم باستحقاق  سبع جوائز أوسكار من بينها أفضل فيلم .فالجو العام للفيلم يوحي لك بذلك الهدوء المشبع برائحة الزمن, هذا الجو الذي يتقنه المخرج ماكدونه ويعرف كيف يزرعه فينا كمشاهدين ليتغلغل فينا ببطء عبر استخدام أسلوب إخراجي قائم على المساحات والكوادر الشاسعة والحوارات المقتضبة ضمن أحدوثة قصصية مختلفة. في عُرف ماكدونه لكل عنصر ثابت قيمة زمنية تضفي لعامل الزمن سطوة واضحة تجعلك تشعر بمشاعر عدة من بينها الكأبة أو فقدان الأمل أو الرغبة في الإنتقام. فالنار لها سطوة والضوء القادم من نافذة كوخ مطل على شاطيء البحر سطوة والوجه العجوز المتجهم سطوة والمرأة المغدورة سطوة. هذه العناصر وغيرها الكثير هي ما جعلتني متابعا بصمت ولهفة مكتومة للفيلم الجديد " جنيات إنشرين".

من خلال كوكبة من النجوم الخبراء والصاعدين أمثال بريندن غليسن , كولين فارل والموهوب الصاعد باري كويغن الذي رأيناه يبدع في فيلم " قتل الغزال المقدس" إستطاع ماكدونه أن يصنع موائمة بين تقلبات الشخصيات وعمق القضية وبساطة القصة. وعندما نتحدث عن القصة فقصتنا هنا بسيطة جدا, إجتماعية حد الثمالة. بادريك سولبيان فلاحٌ إيرلندي بسيط يعاني متلازمة التعلق بصديقه الوحيد  العجوز كولم الذي يتغير عليه فجأة بين عيشة وضحاها ليصبح كارها للتحدث معه أو وجوده بالقرب منه بعدما كان يشاطره الجعة والأحاديث كل يوم ليبقى ذلك السؤال الوجودي المحموم في قلب وعقل بادريك, لماذا يشعر كولم بأنه ممل ؟

قصتنا البسيطة المفعمة بالمشاعر والوجدانيات تدور  في زمن الحرب الأيرلندية الأهلية عام 1923 تحديدا قبيل إنتهاء الحرب الضروس التي استمرت قرابة العام ونصف العام. وحينما نتحدث عن حدث مأساوي كالحرب نرى كيف جعل ماكدونه وكاتب السيناريو هذا الحدث يكاد لا يتعدى مساحة كونه حلفية للقصة فقط لكنه يدخل في صلب النسيج الإجتماعي بين أعضاء ساكني جزيرة إنشرين . لم يفارق دماغي ذلك المشهد حينما يقف بادريك سوليبان على ضفة الشاطيء وهو يرى ويستمع الى قصف مدافع الحرب دون إكتراث معبرا عن لامبالاته بتلك الحرب مؤكدا على أن استعادة علاقته بصديقه العجوز أكثر أهمية من مايدور في رحى الحرب وذلك اسقاط مباشر وذكي لرغبة كاتب السيناريو في تبيان أن اهتمام الشعب الإيرلندي ببعضه البعض كان من الممكن أن يوقيه شر الحرب , نفس الإسقاط الذي أتى بشكل مباشر في أحد الحوارات على لسان ساقي الحانة على الجزيرة والذي صرح مباشرة بأن شعور التواجد في حرب ضد المستعمر الإنجليزي والإيرلنديون يقفون في صف واحد ضد عددو مشترك أفضل من الشعور في التواجد في حرب اهلية بين ابناء الوطن الواحد. وتسري القصة متهملة عبر زوايا واسعة تكشف معالم الطبيعة والحياة البطيئة المتمهلة على الجزيرة دينيا وعمليا بل ويصر المخرج على أن يرينا  مفترق الطرق الذي نراه أكثر من ثلاثة مرات بالفيلم يتوسطه تمثال لمريم العئراء والذي يحدث فيه أول افتراق بين طريقي الشاب بادريك والعجوز كولم في اشارة واسقاط واضح لماهية التماهي بين مايريده القلب ومايريده العقل على كافة الأصعدة.

في جزيرة إيرلندية تبدو فيها الأنشطة الإجتماعية والحضارية محدودة حد الكأبة, هل يمكن أن تكون الطيبة كافية لبقاء الإنسان سعيدا ؟ هل يمكن أن تتحول الطيبة من شعور سامٍ قد يكون متوارثا أو مكتسبا إلى سلاح قاتل يمكن أن يدمر مسيرة الإنسان؟  يحاول كولم العجوز إعادة اكتشاف نفسه والصراع النفسي المرير في سبيل هزيمة الزمن والعمل على تحقيق انجاز ما في حياته قبل موته. حيث يعتقد أن الموت يخطف كل ذاكرة الإنسان ولايبقي له إلا ما ترك من ارث معرفي. " الموسيقى لا تموت ", هذه كانت عقيدة وحلم العجوز كولم, الشيء  الذي لم يفهمه الشاب الطيب بادريك سوليبان. لحن واحد يحمل ذات إسم الفيلم دفع من أجله العجوز كولم تضيحات كثيرة جسدية ونفسيه أدت الى قطع أصابعه الخمسة في طقس احتفالي سادٍ للوصول الى عظمة إنجاز متمثل في خلق لحن موسيقي جديد يخلد ذكراه قبل أن يموت. إذن هو صراع مرير ضخم لكنه مكتوم في قلب العجوز كولم الذي لا يود أن يجرح مشاعر صديقه السابق بادريك يتمخض في شعور بادريك بالخيانة من ترك صديقه له فجأة بحجة الحاجة لخلق شيء جديد كلحن موسيقي. هل كان الفن وجماليته مهمين بمثابة خبز العيش أو حليب البقرة الحلوب في ذلك الوقت من الحرب والتعاسة؟

كما أن المرأة الإيلرندية ليست مغيبة في هذا الفيلم, حيث نرى أخت بادريك " شيفون" وهي تصارع في حقها للبقاء والحلم في مجتمع ينظر للمرأة بنظرة ضيقة حتى من جانب بنات جنسها النساء. المواضيع الحقوقية للمرأة في الأفلام الإجتماعية غالبا ماتظهر مباشرة دون تواري أو وجل.شيفون كانت بمثابة الملاذ الروحي والعلاج المطهر لأفكار بادريك الأثمة عقب الخيانة التي لاتغتفر من قبل صديقه السابق كولم.ومع وجود شيفون كدواء مطهر, يأتي الموهوب دنكن "باري كويغن"  الشاب المنبوذ من أبيه ومجتمعه الذي يسعى لتحقيق غرائزه الجنسية كمراهق ليمثل هذا الشاب الصغير دور الشيطان البريء الذي يطعم عقل بادريك سوليبان بالأفكار والاقتراحات المميتة الغير مناسبة البتة مع فداحة الموقف. لتنتهي حياة هذا البائس منتحرا بعدما فقد الشعور بالحب والرغبة فور رفضه من  "شيفون".

كخلاصة, فيلمنا يبحث ويتعمق في مسألة الموت والزمن في قراءة متمهلة جدا تعززها مساحات الطبيعة المحيطة في تصميم إنتاج مبسط غير متكلف لكنه فعال ومثري وكذلك المكان بل وأجزاء تصل الى المخلوقات بالفيلم كالحمار ومايحمله من أهمية لبطل القصة ويجعله باعثا لحدث مصيري كان من الممكن أن يقلب أحداث الفيلم إلى مأساة. فالحيوانات تمثل عامل الزمن والتعلق جزئيا في الفيلم كما تضفي تلك الشاعرية الإنسانية المتمثلة في تطهير وحدة الإنسان مواساته. كل شيء هاديء على هذه الجزيرة حتى توقعات الموت المتوقعة , حتى الكبار المغمورين بإرث السلام والوطنية والحرية. هذا الفيلم يزيد من إعجابي بالمخرج ماكدونه واتقانه الملاحظ في التحكم بعناصر الزمن وثيمات الموت والحياة عبر أفلامه.

تقييمي الشخصي للفيلم 8.6\10

 





  

 

الاثنين، 8 أغسطس 2022

قراءة لعوالم الأخوين روسو (حصالة السينما التجارية الامريكية المعاصرة)

 مسودة مصغرة-  قراءة لعوالم الأخوين روسو (حصالة السينما التجارية الامريكية المعاصرة)


الملاحظ في مسيرة الأخوين المخرجين/الكاتبين/المنتجين جوزيف روسو، و، انتوني روسو مواليد السبيعنات هو قدرتهما المرعبة في استفزاز جيوب المشاهدين للأفلام (الموفيجورز) لتحقيق مكاسب تتعدى المليارات حرفيا ضمن واحدة من اشرس مجالات صناعة المحتوى منافسة على الإطلاق (السينما التجارية). فبالرغم من بدايتهما المستقلة سينمائيا كعادة اغلب المخرجين الامريكيين إلا أنهما استطاعا الخروج من لب المستقل المكثف الى الأسلوب المخصص الموثر على حواس المشاهد في التجاري بحيث باتت تعرف بصمة روسو في عدة اعمال اكتسحت شباك التذاكر  لاسيما في أفلام الأكشن والمغامرات على غرار عوالم مارفل السينمائية بحصيلة اربعة أفلام جميعها حققت ارباحا تفوق الخمسة مليار دولار انتقالا لفيلم (استخراج) او اكستراكشن الذي حقق اكبر عدد مشاهدات على شبكة نيتفلكس مرورا بأفلام الدراما المرتبطة بالجريمة والكوميديا مثل الفيلم الايقوني (تشيري) على منصة ابل والذي يعد الفيلم الذي نفض غبار التشكيك في  قدرات  ممثل ناشئ مثل توم هالاند (بطل سبايدرمان الاجزاء الاخيرة)، انتهاء بأفلام الويسترن سباجيتي المعتمدة على السيت كوم و سينما الموقف. كل هذه الحصيلة من الانتاجات التي درت ارباحا لم يتوقعها أكثر المنتجين تفاؤلا في وادي السيلكون السنيمائي الأمريكي جعلت الأخوين روسو في المركز الثاني مباشرة كأكثر المخرجين التجاريين شهرة وتحقيقا للأرباح بعد المخرج المشهور ستيفن سبيليبرغ مباشرة.


والمثير في عوالم هذين الأخوين هو جرأتهما في انتاج افلام من جيوبهما الشخصية في وقت تتهافت كبريات أستودويهات هوليوود للتعاقد معهما في مختلف افلام الاكشن والدراما (يعيدني هذا بالذاكرة الى ايقونتا سينما الاكشن الامريكية  زمن التسعينات، الاخوين واتشوسكي مخرجي ملحمة المصفوفة- ذا ماتريكس). فالتجربة في فكر روسو تتعدى مادية الانتاج الى صنع التجربة نفسها وتحمل تبعات فشلها من نجاحها وكيفية تلقي المشاهد عاشق السينما التجارية لها.. وهذا برائي الشخصي مايحسن ويزيد من قوة الصنع الفنية لدى الاخوين كتابة واخراجا في كل فيلم يقوما به حتى كتابة هذه السطور، اخرها فيلم الرجل الرمادي (ذا جريي مان) الذي يعرض على منصة نيتفلكس، حيث بأمكان المشاهد التمعن ان يرى محاولات جادة من الاخوين روسو في رفع مستوى  فن صورة وحركة افلام الاكشن لتقارب ذون مبالغة مستويات وصلت اليها أفلام الجاسوس البريطاني جيمس بوند مثلا.



#هيثم_سليمان 

#سكريبت_كت

#الجميع_يشارك_سينما 


الخميس، 30 ديسمبر 2021

عن الخلود, قوة اللقطة الثابتة وحتمية الجدل بين الإيمان والعلم

 


عن الخلود, قوة اللقطة الثابتة وحتمية الجدل بين الإيمان والعلم

هيثم سليمان

مدونة سكريبت كت السينمائية

======================================= 

في ساعة وثمانية عشر دقيقة وبواقع  واحد وثلاثون مشهدا بأسلوب اللقطة الثابتة يتخللها تعليق صوتي منتقى بعناية ليعزز ما ترينا إياه اللقطات, يأخذنا المخرج السويدي روي أندرسون عبر فيلمه المستقل  ( عن الخلود) إنتاج 2019 والذي ترشح لجائزة الأسد الذهبي لمهرجان فينيسا السينمائي الدولي وفاز بجائزة الأسد الفضي عن فئة أفضل أخراج بذات المهرجان .


في فيلم أندرسون نرى الصورة الساكنة عبر مجموعة لقطات ثابتة لا تشعرك بوجود الكاميرا أساسا وكأن الفيلم يتنقل من حياة إلى أخرى دون توقف وبتمهل شديد. في هذه اللقطات التي تبدأ أغلبها بالسكون الذي يوقعك في فخ بصري يشعرك بأنك تشاهد مجموعة لوحات فنية معاصرة مرسومة بدقة أو صورا فوتوغرافية غاية في الكمالية تكاد أن تمد يديك لتلامسها. ورغم أن الصورة ميتة سكونا إلا أن الحياة تدب فيها عبر حركة الشخصيات المدروسة التي تميل إلى الفعل المسرحي المتكرر, أنت تشاهد صورة بكامل جبروتها تنتظر من شخصية أن تضخ الدماء فيها دون أن تترك أثرا في جماليتها وعظمتها.


من مشهد الزوجين العجوزين في المنتزه على الشاطيء إلى الشابة التي تنتظر في محطة القطار إلى ساحة المطعم العتيقة قبل وصول الفتيات الراقصات إلى المشهد الأخير المتضمن لرجل يقف على قارعة الطريق لإصلاح عطل في سيارته, تشعر وكأنك تشاهد مجموعة من اللوحات الثابتة التي تحرك بداخلك كل ساكن. الكوادر الغريبة التي تجعلك  تعيش بعدين زمنين الماضي والحاضر عبر تأثيث مكونات الموقع وكذلك الملابس. وحينما نتحدث عن الاخراج الفني بالفيلم سنرى حرص إندرسون على تماهي ديكورات الأمكنة بألونها مع ملابس الشخصيات إلا في مشهد أو مشهدين ركز فيهما على شخصيات بعينها والبسها الشاذ عن رومنطقية الأمكنة.




 



( عن الخلود) فيلم يجعلك تفكر وتتساءل والموسيقى التأبينية المتناغمة تصاحب أفكارك. وكأن أندرسون في فيلمه يبحث عن الخلود بطريقة أخرى ويتسائل كيف يعثر البشر على الخلود في حياة فانية مليئة بالمتناقضات والمشاعر التي قد تصل الى حد التطرف دون أن نرتبكها فعلا.


في مشهد يتبين لعين الفطين المدقق بأنه مرحلة انتقالية بالفيلم, نرى أخوين أو حبيبن يجلسان في غرفة ذات نافذة  شاحبة تطل على مكان متحرك بينما الغرفة تغرق في سكون لا يفقده الحوار الفلسفي الدائر بين الشخصيتين سكونه.في هذا المشهد  وكأن المخرج ينظر إلى الإيمان بمنظور العلم ليثير فينا ذلك الجدل الأزلي القديم المرتبط بإرتباط العلم بالإيمان, الثابت بالمتحول والمتحول بالثابت. بل ويدخل المخرج بشجاعة في عمق تلك الرابطة ويدخل شخصية الإنسان المتشكك بإيمانه الذي يلجأ إلى العلم ليداوي ضعفه وقتل شكوكه ( في الحوار الذي دار بين القسيس والطبيب النفسي في العيادة " ماذا نفعل حين نفقد إيماننا؟ ليأتيه الرد : نعتذر سوف نغلق العيادة الأن"). هذا الإيمان الذي يمر مروا معقدا ومؤلما بين الحرب والسلم, الخذلان والأمل, القسوة والأجحاف.بل ويتعدى ذلك إلى سيرالية الغيب وكيف يمكن أن يتماهي كيان لاملموس كالإيمان في عوالم غيبية كالموت مثلا.في هذا الفيلم ,  يريك المخرج القدر متضمنا في قانون حفظ الطاقة الفيزيائي. القدر طاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم بل تتحول من شكل إلى أخر. ويرمز هنا ربما إلى اقدر شخصياته في جميع المشاهد الواحد وثلاثين التي تتناوب عليها أقدر مختلفة لكنها لا تردخل خانة الفناء وإنما تتشكل بتشكل الموقف والمكان عبر الزمن. 


الجمعة، 24 ديسمبر 2021

الطريق إلى مكة,,, الفيلم الذي أنتهى قبل أن يبدأ

 


الطريق إلى مكة,,, الفيلم الذي أنتهى قبل أن يبدأ

هيثم سليمان .

مدونة سكريبت كت السينمائية

www.scriptcut.blogspot.com

insta: @haitham.sulaiman

 

يبدو أننا ما نزال نحاول بإستماتة الخروج من المتلازمة الكلاسيكية في الأبجدية العُمانية في صناعة الأفلام.ونظرا لأن هذه الكلاسيكية تضرب في جذورها متوغلة في شكلين تقليدين من طرائق الإنتاج  للمحتوى المرئي وهما دراما التلفزيون والأداء التمثيلي المسرحي, فليس من المستغرب وليس من المستهجن كذلك أن تطغى هذه المتلازمة على عدد كبير لا بأس به من الأفلام العُمانية الروائية الطويلة والقصيرة على حد سواء أخذين بالإعتبار تاثيرهما المباشر على كاتب السيناريو وليس ذلك ببعيد ولا قاصر.

مستهلا إنطباعي بالفقرة السابقة مقحما إياها- دونما وجل-  في مشاهدتي الأخيرة لفيلم الطريق القصير ,  " الطريق إلى مكة" للمخرج المميز صاحب الرؤية السينمائية الإنسانية أنور الرزيقي والذي عودنا على إشتغالاته السينمائية من خلال مجموعة بياض الغنية عن التعريف داخل السلطنة الحبيبة, أخطو خطوة داخل جمجمة الفيلم لأستشف ما الذي جعلني أدخل إلى صالة العرض كما خرجت, تقريبا وبنسبة متفاوتة بخفي حنين.

المتتبع لمسيرة مجموعة بياض سينصفها القول بأنها أحد أهم المجموعات المشتغلة في القطاع السينمائي -إن لم تكن أهمما فعلا قياسا بالإنجازات-  وحققت خلال فترة من عمر الشباب إنجازات دولية عدة أخرها فيلم طهور الحاصل على سبع جوائز دولية مختلفة من تأليف و إخراج أنور الرزيقي. نجد في زوايا الفهم السينمائي الخاص لبياض في طرح صورة الإنسان وهمومه وتساؤلاته وقضاياه ومسارا صحيا جيدا في عرض الصورة السينمائية المستقلة للمشاهد ردحا بين الواقع والغرابة, القضية والرسالة, الهوية وتنصيص الموروث.

ومع تقدم الرزيقي على مستوى النضج الفكري والسينمائي ووصوله مع مجموعته بياض إلى المستوى الذي بتنا نتلهف فيه أن نرى ماذا في جعبة بياض هذه المرة, تفاجأت بطريقة دراماتيكية سريرية بفيلم الطريق إلى مكة بإنطباع نسف تلك اللهفة والتشوق اللذان جعلاني أقطع مسافة من قريتي الجبلية إلى مسقط العاصمة خصيصا لحضور الفيلم فقط, وحده لا غير.الحيرة والتساؤلات اللتان جعلاني أتذكر المقولة الشهيرة " ولكل جواد كبوة", فهل كان الطريق إلى مكة كبوة جواد أصيل كأنور الرزيقي ! أم هذا الفيلم مختلف كون اليد التي لم تكتبه هي يد أخرى ليست بيده وإنما بيد كاتب ذو حس فكري رائع كقيصر الهنائي؟( أعني هنا أن يخوض المخرج تجربة إخراج نص سينمائي لم يقم بتأليفه , وليس تقليلا في إبداع الهنائي ولا إستنقاصا من قدرات الرزيقي الإخراجية).

يحكي الفيلم قصة مجموعة من الشخصيات التي تسكن في قرية واحدة تتفاوت في همومها ونزعاتها ونظرتها إلى مفهوم التوبة والتطهير والحلم وهذا أشد ما أعجبني في الفيلم, طرح كاتب السيناريو قيصر الهنائي لهذا المفهوم المتشعب المعقد الذي يسبر أغوارنا ويحاكي معادلات الإثم والصواب في داواخلنا دون خوف من عرض تلك المخاوف مكشوفة في العراء. وبينما نخوض في دوائر التعريف والتوجيه لجميع الشخصيات الرئيسة بالفيلم وأهدافها المعلنة والغير معلنة تلتقي جميعها في حافلة واحدة في طريقها نحو الخلاص المنشود, الطريق إلى مكة محملة بالغث والسمين من لوغاريتيمات السلوكيات البشرية في المجتمعات المصغرة. تلك السلوكيات التي كانت نتاج لعوامل إجتماعية محضة امتزجت فيها هواجس الأمل بالخيانة, الحب بالعار, شهوة النفس بالرجاء الصالح. يحسب للهنائي والرزيقي أنهما طرحا هذا الفيلم بشفافية عالية وبحس يعي تماما الأبعاد المظلمة للنفس وشبهاتها, وكما قلت سابقا, بياض تعرف من أين تؤكل الكتف سينمائيا.

لطوال 25 دقيقة من عمر الزمن جلست على أعصابي وأنا أشاهد نصف قصة ونصف صورة يتناوبان في طرح ثيمة إنسانية مهمة ورائعة ولكن بموضوعية وطريقة فنية حائرتين بين كمالية رسم الخطوط الدرامية للشخصيات وزخم ديكتاتورية الموسيقى , ومتاهات الصورة السينمائية المشبعة بإرث النمط التلقليدي المهلهل الذي يتحمل المخرج وزنه وعثراته.

ففي جانب الصورة ( الجانب الفني مجملا), تمنيت أن لا أرى الرزيقي يتخبى خلف سطوة الموسيقى التي كانت ترافق أغلب مشاهد الفيلم وبنسبة كبيرة وفي مواطن لا داعي لها البتة لا ناقة ولا جملا.نعم , لا يضر صانع الفيلم الإستناد إلى الموسيقى في جوانب كثيرة من فيلمه طالما أنها تغذي حس وفكر المشاهد وانبعاثات التأويل والتفصيل مواكبة وبتوازن مدروس أداءا تمثيلا جيدا وصورة سينمائية معبرة ولكن لم أرى هذا في فيلمنا القصير. تمنيت أن أرى الصورة تتحدث منزوعة من سلاح إستسهال التأثير على المشاهد بالعزف الموسيقي على عواطفة وإندماجه بأحداث فيلم مستقل مجبرا. وتمنيت أن تكون الصورة الفيلم مواكبا لواقعية الأحداث كما نعرفها في واقعنا كون الفيلم يحكي قالبا إجتماعيا نألفه ونعيشه, ابتداء من حركة الحافلة المتمهلة -بغرابة- في الخلاء ( أعجبتني مقدمة الفيلم كادرا نوعا ما بتصرف) مرورا على الأداء التمثيلي الركيك والمصطنع في جملة من المشاهد وما صاحبه بواقعية العمر الافتراضي للشخصيات وتفاوت الأعمار بينها ( معروف والعيار سعيد مثلا) , عطفا على الخلل الذي يخلقه التناوب المستمر على لقطات ثابتة وأخرى علوية واسعة زادها وضوح اللقطات المسجلة المقتطعة لردود أفعال الشخصيات في بعض من المشاهد, كانت مستفزة للأعصاب حقا لاسيما إن امتزجت بالتمثيل الركيك المصطنع كما تكمن خطورتها في قدرتها على إخراجك كاملا من إندماجك بأحدثا الفيلم , إنتهاءا ببعض الضوضاء الصوتية في جنبات بعض المشاهد. ولكي أقفل هذا الجانب بشيء من الجمالية , أعجبتني جدا تلك الرمزية التي يستشفها كل فطين وهو يشاهد مشهد إزالة لفافة السندويتش التي كان ناصر يأكلها في الفيلم, معان كثيرة جميلة وجريئة وربما مظلمة يمكن أن تقفز بداخلك وأنت تشاهد هذا المشهد بالذات وارتباطه بالمشهد الذي بعده, ربما كان هذا هو أفضل مشهد رأيته في الفيلم ككل ويدل على براعة المخرج والكاتب في الخطاب الغير مباشر لأحاسيسنا وأفكارنا هنا.

وفي جانب القصة , فلقد تركتني قصة الفيلم مع العديد من الأسئلة تدور بين رحى السيناريو ورحى التنفيذ في العملية الإنتاجية ( هل هنالك مسببات إنتاجية معينة يا ترى). فمن بعض الأخطاء والهفوات في لملمة كمالية الأحداث إلى الحوارات إلى السببية والمسبب غاص ذهني وأنا اشهد الفيلم محاولا التجميع .في جانب الحوارات, نلاحظ أن هنالك حوارات مبالغ فيها لن تقال في مواقف مشابهة كالتي حدثت في الفيلم وفي جانب أخرى عدم وجود تاسيس كافي لحوارات ذات صبغة عميقة, فكيف يمكن في ليلة الزفاف ( الدخلة) أن يدور حوار مقتضب سريع كذلك الذي بين الزوج الذي لا نعرف سبب عزوفه عن زوجته ( ولن نعرف) وبين زوجته المتلهفة للحياة الزوجية ثم إدخال حوارات عميقة دون تأسيس ولو كان قصيرا! وفي جانب أخر كيف يمكن أن يصمت ناصر ويكتفي بالصدمة (التي لم تمثل بشكل جيد) فور رؤيته لاخيه سعيد مكسور القدم ! وكيف يمكن أن نكتفي بالصمت(واقعا) لحظة كشف أخت سعيد لكذب وخداع أخيها الكبير في موضوع متصل بمرافقته لأمه إلى مكة ! يبدو أن هنالك خلل ما في توقيت واختيارات كاتب السيناريو بين مايمكن أن يحدث ويقال حقيقة وبين ما يمكن أن يحدث ويقال تمثيلا لاحقا. وعلى مستوى الحوار ذاته, اكتفى كاتب السيناريو وباستسهالية أن يلقم المشاهد على عجالة العبرة التي يمكن أن يتحصل عليها ناصر من ذهابه مع أمه إلى مكة لينسف بذلك الفرصة للمشاهد ( بعد تلقيمه) فرصة استكشاف رحلة ناصر بين باقي الرحلات وربما نهاية رحلته ( التي لم تكتمل موضوعيا او بصريا أو نفسيا). كما أننا في المجتمع العماني لن نشهد مباشرة حوارا فجا كالذي دار بين محاضر الرحلة وبين بقية الشباب الغير ملتزم دونما تأسيس نفسي سلوكي لذلك الحوار. وأقف هنا في المشهد الذي أثار حيرتني في كيفية حدوثه ومطابقته للواقع الذي نعرفه ألا وهو العراك الذي دار بين الشخصيتين في العراء, لن تذهب كزوج لتتعارك مع شاب فجأة وسط الناس وفي رحلة صحراوية تجمعكما لمجرد أنه قام بالحديث مع زوجتك (برفقة أمه) أليس كذلك ؟ ربما إن بين لنا كاتب السيناريو الأسباب مسبقا وبشكل واضح, ربما حينها يمكن أن نتقبل مشهد العراك.أما في جانب رسم خطوط الشخصيات, وفي فيلم من 25 دقيقة وهي محسوبة دقيقة بدقيقة على مخرج الفيلم, استطاع كاتب السيناريو أن يهيء لنا بنجاح الخلفيات التي أتت منها شخصيات قصته قبل أن تركب الحافلة لكنه تركها لاحقا تسبح في فضاء فسيح مجهول وكأنه أرخى قبضته عليها. فأين الأهداف والعبرة التي كنا ننتظرها من نتائج سلوكيات تلك الشخصيات؟ إلى ماذا قادنا ذلك التعريف والتأثيث الجيد للشخصيات؟ ماهي الدوافع والاسباب وراء تصرفات بعض من الشخصيات التي رسمت مسارات مهمة للأحداث بالقصة في منتصف ونهاية الفيلم ( لن أذكر التصرفات لكي لا أحرق أحداث الفيلم , أو ربما بدأت في حرقها, لا أدري فأعذروني)؟ ما قصة الكابوس الذي حلمته أم ناصر داخل الحافلة وما علاقته بناصر والأحداث ككل ؟ هل كان لوجوده داع؟

كيف أنتهى الفيلم قبل أن يبدأ ؟ كيف وُلد الفيلم عبر عدة مشاهد تأثيث ثم تم خنقه على عجالة باتجاه النهاية ( الغير مقنعة بالنسبة لي) .في رأي المتواضع وحسب قرائتي للسيناريو داخل الفيلم, أتوقع أن كاتب السيناريو وقع أسيرا في الفصل الأول من السيناريو وانتزع نفسه إلى الفصل الثاني ليمضي به في عجالة ثم يختم الفصول بعجالة أكبر بالفصل الثالث, ربما لفقد التحكم في عامل المدة الزمنية التي كان يحتسبها للفيلم مجملا. من الجميل أن تختتم فيلمك بنهاية مفتوحة ولكن اذا كان كل شيء قبلها لا يشبع المشاهد الى القدر المطلوب ولا يكمل الناقص في أهم الأحداث كتركيبة ومساق , فإذن لن تأتي النهاية بتلك الجودة والكمالية. وعلى سبيل الذكر, في فن كتابة السيناريو ,نحن كتاب السيناريو نعي تماما أن سطوة التدفق الفكري ونشوة خلق الصورة  لدينا قد تبلغ ذروتها ونحن نكتب سيناريو فيلم قصير لندخل في منعطف كتابة فيلم طويل لا شعوريا, فهل يمكن أن نقول أن الكاتب كان حبيسا لنفس السطوة؟ حسنا, لو سألتموني مباشرة هل ينبغي أن تستمر أحداث الفيلم هذا؟ سأجيبكم نعم لأنه أتى ناقصا لبعض الأركان موضوعيا بالتالي سيكون فيلما بغاية الروعة إذا ما تم إستكمال إنتاجه ليكون فيلما طويلا. فهل يمكن أن نرى الطريق إلى مكة فيلما طويلا مستقبلا, سأكون أول الحاضرين إلى صالة العرض بلا شك.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


الجمعة، 8 أكتوبر 2021

السيناريست، تمرد الفينيكس...

 سيناريست .. 


تكتبي ؟ 

أحيانًا عندما اريد الحياة واهرب منها 

روايات ؟

احبها لكني لا اشعر بالانتماء لها  ..ربما .. أحب  ان أكون سيناريست

ماذا يعني .. سيناريست  ؟

لا اعرف ان كان ثمة إجابة نموذجيه من النقطه للنقطه وعلى السطر .. 

لذلك هو برأيي .. 

الشغف الحر  ..المفردة التي تجمع الذكر والانثى 

ندا لند  

(اعتقد ان العرب أضافت  التاء المؤنثة مثل وسمها الابل مخافه ان تضيع نسائها بين الامم)

أشعر ان السيناريست هو ( ماقوله حرفاً ) 

ملعبه ..  الكلامً

يعشق الزوايا  و مزاجه حاد 

اذا ضحك ..اسمع 

واذا كتب.. اوجع 

واذا بكى … أدمع 

واذا أحب ..

(قالوا ترى)  .. تجسد   عناد سيناريست عاشق 

يكابر  وداخله يحترق  .. يحاولون إقناعه .. وتكبر  براسه …أكثر ( وتلك علته) 

 (اتخيله هكذا )

يجمع بين حاجبيه ينظر بسخريه يسحب نفس سيجارته وينفث ( زفيرا) الدخان ( من قلبه ) .. يمرر لسانه على  شفته.. تزيد الغنه في صوته ( هو يفرمل بها الحشجرة )  يبتسم نصف إبتسامه ،  

 (اها اههها اههها ..بنسى لذيذ النوم ) 

.. نصيحه إذا عاند السيناريت أحضروا له ما يريد وارهانكم انه سيعيده لكم.. معاندا 

رقيق (حد كسره) مخالب 

حنون… ثائر

في طقوس حضرته ( ستدور منتشياً حد الكمال )

وإذا فزت بإن تتسع عينيه إنبهارا بك ( أسجد شكرا ) .. سترفع من سجودك على جنة  ..

هو مزيج من الاضداد .. كوميديا دراما اكشن رعب 

في (عقل واحد ) 

وصلاته العصبيه  حوارها دائم 

قطع ..وتبداء مشهد آخر 

لن يمركم واحد منهم  لا يشطح بخياله او ينقل من فكره لفكره صاعدا هابطا  بذات الاحترافيه حتى الذروة …ثم يختم  بما يغمركم و .. يعلق  بإذهانكم  ( بمقدار ماتكون متقده و لماحه  ) 

تساؤلاته وقود لافكاره .. والاجابه لديه مفصله قشره وجوهر

ختاما 

لا تصدقوا ان ثمة مخلوق سيناريستي يقدر النظام او الشر .. عيه ، هذا النوع من الكتابه تمردي

============================

بقلم: السيناريست أبرار مروان - السعودية 

الأحد، 11 أبريل 2021

الرجل الي باع ظهره لكوثر بن هنية ,كرامة الإنسان وشيطنة الفن- The man who sold his skin

 



دعوني أستهل هذه المقالة بإضاءة مصباح صغير في ركن (شرقي) أوسطي من الغرفة التي نتنفس فيها الحوار ونستنشق الصورة واقول أن السينما العربية ما تزال تثبت أنها ولادة بالكثير حتى وإن أصرت وبشكل عجائبي – على مدى تاريخها القصير ربما- أن تخرج القضايا الملعونة مجتمعيا المصنفة في تابوهات العرب والغرب على حد سواء ولكل إناء ينضح بما فيه ولكل شارب منه إعجاب وإنتقاد. إنه من المفرح جدا أن نرى العرب- لا سيما عرب المغرب العربي والشام – يتطاولون في أبنية أكاديمية هوليود بأفلامهم يحملون حقائب القضية والفكرة بحثا عن مطار وجود مستحق بين فناني الفن السابع. تونس هذه المرة ولأول مرة - تقود العالم العربي في رحلة نحن جميع نعلم أنها تأتي عبر ولادة متعسرة.

كوثر بن هنية تقود غمار الإنجاز في نسخة هذا العام من الأوسكار عبر فيلمها الروائي الطويل " الرجل الذي باع ظهره " في أحدوثة فكرية قامت بشويها  شوي ستيك على نار فنية هادئة تتقلب على فحم الصورة السينمائية.وليس بغريب لمخرجة تاثرت بالمدرسة السينمائية الفرنسية وخريجة مدرسة لا فيميس الفرنسية للفنون - سيناريو وإخراج – أن تبجس قنينة القضية لتخرج إلينا بعصارة قوامها الحوار والحدث كتشكيل يتماهى خلف الفكرة الإستنثائية " أن يبيع أحدهم ظهره ".

برعت كاتبة السيناريو ومخرجة الفيلم في تحويل قصة عمل فني حي للفنان التشكيلي البلجيكي ويم ديلفوي الذي قام حرفيا برسم إحدى لوحاته على ظهر رجل سويسري وجعلها تجوب معارض العالم ثم تباع في مزاد علني للفن. حيث قامت بن هنية بخصخصة القصة ونقلها سينمائيا إلى المشاهد في باعثة للعاطفة وتجلي روح المعاناة التي يمر بها الإنسان العربي- السوري نموذجا بطبيعة الظرف لا الحال – وفي خط درامي رئيسي قد يبدو باردا في إداء الممثل لكنه ينقش جمرا أسفل الأداء. وأجزم هنا أن مشوار الكاتبة والمخرجة مع أفلامها السابقة التي تنوعت بين الوثائقي والروائي المشحون بالغموض والتركيبة النفسية له دور كبير في هندسة سيناريو وإخراج فيملها الاخير الذي نتحدث عنه الأن. مرورا بأفلامها الطويلة على غرار " على كف عفريت" الذي قُدم للترشح للأوسكار عام 2017 لكنه لم يصل إلى القائمة القصيرة وفيلمها الوثائقي " شلاط تونس" و " زينب تكره الثلج" و " الإئمة يذهبون إلى المدرسة " إلى أفلامها القصيرة مثل " يد اللوح " و " بطيخ الشيخ", حرصت بن هنية على تكريس نفسها كمخرجة قضية تسعى لإظهار المسكوت عنه, الجمالي للصورة السينمائية.

يحكي فيلمنا قصة رجل سوري " سام علي" يتخذ قرار مصيريا مأساويا غرائبيا بالموافقة على تسليم ظهره كمساحة فنية لرسام بلجيكي مقابل الحصور على الفرصة للذهاب إلى بلجيكا للقاء حبيبته السورية التي إضطر إلى فراقها في سوريا والهرب إلى لبنان.تأخذنا القصة في أبعاد مختلفة من العمق والبساطة والكوميديا السوداء عبر رحلة سام من سوريا التني تنزح تحت وطأة النظام وتجليات الثورة عام 2011 إلى الملاذ الموعود المحسووم في لبنان ثم إلى أوربا ارض الأحلام الملعونة التي لا يأتي فيها الشيء بلا مقابل.  وعندما نتحدث عن بيع سام لظهره لكي يستغله الرسام البلجيكي "جيفري" بمعاونة الوسيطة – ولنسمها النخاسة في سوق نخاسة الفن – " ثريا" التي قامت بدورها الفنانة الشهيرة "مونيكا بولوتشي" – ولا أتعجب من حصولها على هذا الدور على خلفية فيلمها الظاهرة " مالينا" , الجمال والإغراء-  فنحن نسقط تدريجيا في حفرة نيتشه, فكرة شبيهة بفكرة مسرحية الدكتور " فاوست" لكريستوفر مارلو , حيث ان هنالك عقدا روحانيا أثما بين الشيطان " الرسام جيفري"  والضحية التي تهب من روحها في سبيل الحصول على ما تريد " سام علي". إنه من المؤلم جدا على كافة مستويات التلقي العاطفي والفكري أن ترى رجلا يباع ويشتري بداعي الفن الذي لا يعترف بالقيود ويكسر غطرسة القوانين البشرية الجمعية بل ويتحداها ليأخذها معه إلى بقعة مجهولة. أعجبني جدا التعاطي مع الافكار المشتقة من رحم الفكرة الرئيسة, تلك الأفكار التي تتعلق بصياغة القوانين الدولية الخاصة بالإتجار بالبشر ولحومهم وظهورهم ...إلخ مما نتشدق به من قوانين عرضتها المخرجة في ساحة معرض فني عبر حوار فلسفي يحوي الجلادين والضحية بأحد مشاهد الفيلم.

السؤال الأبرز الذي سيتبادر إلى اذهان جميعنا , أين هي كرامة الإنسان ؟ إلى أي مدى يمكن أن يكون الإنسان خامة  نوعية فنية كوعاء تجربة بجانب كونه سيد الوعاء والتجربة وممارس فعلي لتطبيقات الفن في حياتنا المليئة بالكثير والعجيب  والمخيف فعلا.وفقت المخرجة في تلطيف هذا المبدأ المرعب المثير للإشمئزاز في قالب عاطفي عبر قصة حب لطيفة مأساوية تلامس المشاعر مزجتها مع موضوع قضية عربية سياسية لتكتمل الصورة بكافة أطرافها الأربعة أمام أعيننا.

ومع ما صاحب الفيلم من ترهل في بعض الجوانب الفنية- التي لا ارى داع للغوص في تفاصيلها بالرغم أنها اكسبتني شعورا غير مريح ولا مرضي البتة- وإبداع في جوانب أخرى انتقت المخرجة كوادرها بمنتهى الجمالية والحرفية التي تحاكي لوحات الفن وتماهيات السينما المستقلة فيمكنني القول أن تقييمي لهذا الفيلم هو

8.2/10

محبتي

#هيثم_سليمان

@haitham_sulaiman


الأربعاء، 10 فبراير 2021

قراءة إنطباعية لمجموعة من الأفلام العمانية القصيرة المشاركة في جائزة عمق

 




حسنا, كانت وربما دون قصد أن تكون حماستي لحجز تذاكر تلك الأفلام منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه عن توفرها على الإنترنت تلتها مرحلة الانتظار والشغف ثم التأخر بحوالي عشرة دقائق عن الوصول الى عرض أول فيلم ( شكرا أخي محمد قاتل الله ابليسك وسيارتك اللكزس موديل 2000 وازدحام مسقط الشطرنجي) هي مفارقات غريبة ولكن أتركها كمخاض في الذاكرة لهذه التجربة الاستثنائية.

 في هذه المقالة  سوف أتحدث عن انطباعي الشخصي بوكل حيادية لمجموعة من الافلام العمانية القصيرة التي تم عرضها في صالات السينما والمشاركة في جائزة عمق للافلام القصيرة.

ملاحظة: سأتطرق هنا وفي عجالة إلى مجموعة الأفلام التي شاهدتها و شدت انتباهي فقط وأختم بها تقييما رقميا من مستوى عشرة لكل فيلم أتطرق إليه , أخذا بالعلم أن هنالك عشرات الأفلام التي شاركت بالجائزة ولم تتح لي, بدهيا كذلك لغيري أن نشاهدها لنستطيع أن نتطرق اليها ونعطي فيها انطباعا.

باديء ذي بدء أحب أن  أفتح العدسة هنا على جمالية جهود التحضير والادارة ومن ثم التسويق والعرض التي قامت بها شركة عمق منذ مولد الفكرة على خطى #مواصلة_المسير مرورا بالظروف التي مرت بها المسابقة وصولا إلى حفل التكريم الرائع جدا والملهم جدا وانتهاء بعرض عدد من الافلام المشاركة والفائزة بصالات سينما نوفو بالمجمع التجاري مسقط. ساقولها الأن كما قلتها سابقا ولكي لا أكررها مجددا حرصا مني ألا تختفي حلاوتها على اللسان , شكرا عمق لأنك جعلتي أحد أهم أحلام صناع الأفلام العمانيين واقعا نراه بأعيننا بعد طول إنتظار, فوجود فيلم عماني قصير على صالة عرض سينمائية تجارية هو أمر صحي ومشروع تماما.  أن ترى فيلمك والناس من اصدقاءك, عائلتك, زملاءك وأخرون يندفعون لشراء تذكرة لمشاهدته, هذا هو أحد المشاهد التي كنا ننتظرها فعلا, هو مشهد داخل فيلم نعيش أحداثه جميعا في هذه الايام.


ولنذهب إلى مجموعة الأفلام الأن.

ملاحظات عامة على الأفلام التي تم عرضها :

1)- معالم الإشتغال الفني التقني في الأفلام باعث على شعور يثلج الصدر ويبشر بالخير في اثبات قدرات صناع الأفلام العمانيين الفنية التقنية من اضاءة , صوت, تصميم انتاج, موسيقى,  مكياج وأزياء, مونتاج ..الخ. نحن لسنا اقل ممن حولنا من صناع المحتوى في العالم, ما عدا جزئية المؤثرات الخاصة, فما زلنا نتعلم  فيها وان كنا قد بدأنا في قطع شوط لا بأس به في كثير من التجارب داخل وخارج عمق.

 

2)- سيادة نوع من الثرثرة الزائدة في الأفلام من خلال التعليق الصوتي أو الحوارات المطولة بحيث يتقلص المجال أمام الصورة للحديث وهذا ما يضعف قوة الفكرة والاشتغال الفني واللغة السينمائية بالفيلم, حيث ينبغي ان يعي صناع الأفلام – لاسيما أولئك ذوي التوجه للسينما المستقلة- أن الصورة هي من ينبغي عليه الحديث في الفيلم, لا الحوار والتعليق الصوتي, حيث أن روعة السينما المستقلة في الصورة التي تخاطب كل عقل وكل إحساس مفسحة المجال أمام المشاهد لكي يتلقى دون تلقيم بالملعقة أو تلقين تعليمي يقوم – دون قصد- باستغباء عقليته.

 

3)- التنوع الجميل في الافكار المطروحة ما بين التقليدي المُحدث الى المتداول المثير للجدل  إلى تبني أنماط عالمية مستخدمة من أنواع الأفلام, ورغم ذلك لم ألحظ شخصيا افلاما ذات افكار خارج الصندوق تماما, أتكلم هنا عن الصندوق العالمي, أما الصندوق المحلي فنعم هنالك أفلام جاءت بأفكار خارج الصندوق.


4)- غلب الفيلم الروائي بالعدد على الفيلم الوثائقي مكتسحا ساحة العروض وأعزي ذلك لاعتبارات كثيرة منها ميلان صناع الأفلام العمانيين الى الاشتغال في الروائي والتجريبي القصير أكثر من ميلهم نحو الفيلم الوثائقي  ولن أدخل في أسباب أخرى جدلية تتعلق بالمواضيع التي يمكن تناولها في النوعين ولا بمدى سهولة أو صعوبة ايهما فذلك جدل لن ينتهي ولكل فيلم (سيناريو) يحدد صعوبة الإشتغال عليه من سهولتها.

 

5)- التكثيف على إظهار العنصر الصوتي كمؤثرات وتعديل داخل الصورة طوال الفترات الزمنية للأفلام, بحيث نكاد نسمع صوت دبيب النمل  في بعض الأفلام دون داعي أو مسوغ لذلك, بل ربما يزجي هذا التكثيف سيلا من التشتت الحسي السمعي لدى المشاهد بحيث يتبعثر تركيزه هنا وهناك مبتعدا عن الصورة ومعانيها. فلنخفف من الحماسة داخل غرف المونتاج قليلا ولنركز في الأهم وهو  ما الذي اريد أن اقدمه في المشهد الفلاني داخلي فيلمي.


6)- الخلط بين توجه فيلم سينمائي للعرض على صالات السينما ( سواء كانت عرضا تجارية أم عروض مهرجانات سينمائية) وبين توجه محتوى بصري موجه إلى منصات تفاعلية مثل اليوتيوب وما شابه. برأئي الشخصي ومن مشاهداتي, هنالك مجموعة محتويات بصرية ستكون جدا جميلة وأكثر اثراء لو توجهت الى منصات اليوتيوب وماشابها فقط... شخصيا , لن استقطع من وقتي ومالي للذهاب إلى صالة سينما لمشاهدة محتوى إعلاني تحفيزي أو محتوى توعوي بحت.

 

7)- الغياب الواضح لبعض الأساسيات في عنصر السيناريو في الأغلبية الكبرى من الأفلام, فلم اشهد فيلما ركز على عنصر السيناريو ومضى فيه بشكل ممنهج وحريص إلا قلة قليلة جدا من الأفلام. ومن هنا ما زلت أقول مثلما قلت كثيرا ( واسمحوا لي اذا قمت أتشكى وأتقمقم), نحن بحاجة الى غرس مفهوم أهمية وحرفية السيناريو لدى صناع الأفلام لدينا, هذا إن كنا نود الوصول الى العالمية مثلما نزعم ونطمح. ومن الجدير بالقول هنا والمؤسف ايضا وهذا عتب شخصي أحمله لإدارة جائزة عمق أن يُهمش أو تغيب جائزة افضل سيناريو لتحل محلها (ربما) حائزة افضل فكرة. نتمنى في النسخ القادمة أن نرى تركيزا أكثر على هذا الجانب لأهميته.. لدينا كوادر تقنية عالية تقوم باشتغال فني تقني جميل لكن روح القصة وروح التأسيس غائبان عنها مما يجعل عملها بالتصنيف الحرفي العالمي هزيلا.

 

8)- الاستناد على الموسيقى لتلقيم الشاهد تلك المشاعر الذي يود الفيلم ايصالها وهذا برأئي الشخصي تقهقر وتخفي خلف الامكانات وأدوات صانع الأفلام. وفي كثير من الأحيان لم يكن اختيار الموسيقى مناسبا البتة. بل أن الوضع كان سيئا في بعض الأفلام في هذه الناحية لدرجة أكسبني شعور مشاهدة مسلسل تلفزيوني خليجي أكثر من مشاهدة فيلم سينمائي.

 

9) – وأخيرا , كل الشكر والإمتنان موصول الى لجنة تحكيم الجائزة الممثلة في الأخوة الزملاء الذين أعرف اغلبهم وسبق وأن تعاملت معهم واعرف فضاءهم السينمائي الجميل وأفكارهم الإبداعية الموزونة مع أنني أختلف معهم كثيرا في بعض نتائج التحكيم الخاصة بالأفلام الفائزة في مختلف الفئات  ولكن.. واضع خطا هنا تحت كلمة ولكن, كلمة الحكام هي العنوان وهي الفصل الأخير في أي جدل وتبقى اجتهاداتنا نحن خارج منطومة الحكام بمثابة ذوق شخصي مبني على معرفة وتجارب ربما . رأئي لجنة التحكيم يُحترم, لا سيما وأن ضم تلك الكوكبة من المحكمين.  فشكرا لجهودهم ولتستمر قافلة صناع الأفلام في المسير قدما نحو الأفضل.

 

 إليكم ملاحظاتي التي كتبتها عن مجموعة الأفلام التي شدت انتباهي دون ترتيب و دون ذكر لمحتوى وقصص الافلام ( مخافة الحرق)  :

*ملاحظة: التقييم هنا بناء على المستوى المحلي لدينا في صناعة الافلام وليس المحتوى العالمي.

 

فيلم من الأرض إلى البشر ( الحائز على جائزة أفضل مخرج) :

- فيلم ذو رؤية اخراجية جيدة واضحة ( يستحق جائزة افضل اخراج )

- يصلح أن يكون فيلما طويلا  لا سيما كفيلم خيال علمي.

- فكرة خارج الصندوق محليا (يمكن ان ينافس على جائزة افضل فكرة)

- تمثيل متوسط الأداء من الشخصيات الرئيسة

- استعجال واضح في الفصل الأول من الفيلم

- الإطالة النسبية في فيلم خيال علمي قصير (يفترض أن يكون طويلا) جعلته يقع في مراحل من الضعف والترهل وصولا إلى مراحل ما قبل النهاية.

- ذروات الفيلم درامية بشكل مبالغ فيه سببها ضعف عنصر التمثيل

- اشتغال جميل على المؤثرات الخاصة وتصميم الانتاج

تقييمي 6.4/10

 

 ==============================

فيلم دهوي

- وثائقي جيد ( افضل فيلم وثائقي من بين الأفلام التي شاهدتها)

-تعليق صوتي رائع جدا

-طرح الغموض وبناء المشاهد عليه خطوة جميلة

- انحرافات عن الموضوع الأصلي في بعض المشاهد والحوارات

- محاولة الموزانة بين الجانب العلمي والجانب المجتعمي الأسطوري

- مونتاج رائع لفيلم وثائقي

- ابراز رأئي الدين في الفيلم اضعف من الفيلم وموضوعيته.

- انحياز صانع الفيلم برأيه داخل الفيلم اضعف من الفيلم كذلك

- فيلم وثائقي يمكن أن يذهب للمنافسة في مهرجانات سينمائية

التقييم : 6.0/10

 ================================

فيلم طي ( الحائز على جائزة أفضل مصور):

- فيلم يمكن أن يكون تجريبيا خالصا

- بداية جاذبة ومثيرة

- فكرة جميلة ( أفضل فكرة برأئي الشخصي)

- تصوير جميل وملفت

- ذكاء في تصميم الإنتاج

- ما قل ودل, اعطاء المساحة للصورة للحديث.

- بعض الهفوات والترهلات في خطوط السيناريو

- فيلم يمكن أن يذهب للمنافسة في مهرجانات سينمائية, لا سيما التجريبية .

- اخراج رائع.

التقييم 7.1/10

=================================

فيلم نملة :

- فيلم لطيف ظاهريا, مؤلم في العمق

- حوارات جميلة منتقاة

- فكرة خارج الصندوق محليا  وتعتبر عميقة اذا حللها المشاهد جيدا

- تمثيل متوسط الأداء يطغى عليه الجانب المسرحي قليلا

التقييم : 5.8/10

 ===============================

فيلم سيارة حامد ( الحائز على الجائزة التشجيعية):

- فيلم الممثل الواحد

- أداء تمثيلي كوميدي جميل ولطيف يلامس المشاهد العُماني

- فكرة ذات ايقاع شعبي جميل

- الفيلم الوحيد الذي ضحكت فيه من العمق

- مونتاج جميل

- النهاية نوعا ما جاءت مستعجلة وكان ينبغي لها تأسيس أكبر.

- عدم استخدام الموسيقى أعجبني جدا  بحيث ارتكز الفيلم على عناصره الأخرى.

التقييم : 6.4/10

 ================================

فيلم الوحوش ( الحائز على جائزة افضل ممثل):

- فيلم لطيف جميل بسيناريو واضح  ( يستحق الجائزة التشجيعية)

- فكرة من قارعة الطريق, بسيطة لا تتسم بالتكلف

- تون ( ايقاع) الفيلم جميل زاد جماليته أسلوب القطع الحاد بالمشاهد.

- اصوات حوارية مبالغ فيها ولكن لمن يندمج بايقاع الفيلم واسلوبه سيتفهمها

- ضعف واهتزاز في حركة الكاميرا ووضوح الصورة

- اخراج جيد ويحسب للمخرج أسلوبه المختلف في طرح فيلم بسيط

- تمثيل متوسط الأداء , ضعيف في أحيان ما.

التقييم : 6.8/10

 ==============================

Godmother فيلم

- وثائقي/ سيرة

- احتفاء جميل وشاعري بالموسيقة العمانية

- بطاقة تعرفة بصرية للمايستروناصر الكندي

- ملهم ويزرع بداخلك حب الموسيقى

- تكرار مبالغ فيه لبعض المشاهد  يشعر المشاهد بالملل

- تمنيت أن توضع الأصوات الطبيعية للمعزوفات العمانية بالمشاهد

-  إطالة في بعض المشاهد يوقع المشاهد بالملل ايضا

- تجربة جيدة أن نرى فيلم يحتفي بالموسيقى بطابع السيرة الذاتية

التقييم : 5.8/10

 ===============================

Distressفيلم

- إمكانات فنية تقنية عالية

- تمثيل متوسط الأدء

- حوارات تلفزيونية مطولة لا داعي لها

- فكرة جيدة

- مزج أصوات جيد

التقييم : 6.2/10

========================

فيلم طريق المنارة:

- فيلم نوستالجيا جميل

- وثائقي يميل للدراما قليلا

- تكنيك الكادر المربع ( الاسترجاعي) جميل واعطى للفيلم روح وشاعرية

- اختيار موفق جدا للموسيقى

التقييم : 6.0/10

 =============================

فيلم براءة ( الحائز على جائزة أفضل هندسة صوت)

- فيلم نوستالجيا رمزي

- هندسة صوت رائعة ( يستحق الجائزة)

- سيناريو ضعيف نوعا ما

- تمثيل رائع ورؤية اخراجية جيدة

تكسرات بصرية في بعض مشاهد الفيلم

- نسبة الغموض مبالغ فيها بالفيلم وربما صعبة على المشاهد العادي

التقييم : 6.4/10

 =============================

فيلم حميد

- فيلم جيد

- يخدعك بشكل مفاجيء في مرحلة من مراحل القصة

- فكرة النقيض والنقيض الضد جميلة رم تقليديتها

- سيناريو يتسم بالضعف

- موسيقى لا داعي لها في بعض المشاهد

التقيييم : 5.7/10

 ===========================

SACKEDفيلم

- فيلم أجنبي رائع

- فكرة جميلة

- لغة سينمائية ملحوظة

- ما قل ودل

- تناغم بين حديث الصورة وحديث الحوار

- يدفعك للرغبة في مشاهدته عدة مرات

- رؤية اخراجية رائعة

- هفوات في النواحي الفنية التقنية

التقييم : 6.8/10

 ============================

فيلم ليش كذا

- رغم انه فيلم تقليدي نوعا ما لكنه يحمل قضية مهمة(تهمني شخصيا)

- تمثيل جميل من الممثلة بدور البطولة

- لم تعجبني الصورة النمطية للكتاب والفنانين والتي وضعها المخرج بالفيلم

- فيلم يستحق المتابعة ويوصلك لمرحلة جيدة من التأثر

- أفلام القضية غالبا ما تلامس المشاعر, وهذا ما حدث معي بهذا الفيلم

التقييم : 5.9/10

 =============================

فيلم الناجي الأخير( الفائز بجائزة أفضل صانع مؤثرات)

- فيلم رائع يدخلك الجو والايقاع مباشرة

- تصميم انتاج جدا جميل

- مؤثرات خاصة جميلة ( يستحق الجائزة)

- تمثيل رائع ( الجندي المصاب يستحق جائزة افضل ممثل بلا منازع)

- مونتاج رائع

- حوارات جيدة وأن بدا عليها الطابع المسرحي احيانا

-  يستحق جائزة افضل فيلم متكامل

- بعض الهفوات التمثيلية والحوارية

- بعض الهفوات في النواحي الفنية المتعلقة بالجروح

-  التقييم : 7.3/10

==============================

فيلم مخمخة:

- فيلم بتكنيك مختلف محليا عن بقية الأفلام

- أعجبتني فكرة التنقل بين القصة مشاهد والقصة كاعداد

- ضعف واضح في النواحي الفنية التقنية

- منتصف الفيلم هو بداية ضعف الفيلم سرديا وجماليا

- حوارات ركيكية

- تمثيل متوسط

التقييم : 5.6/10